السبك في رسائل زايد الكبير: بنيته ووظائفه

الملخص

يحاول هذا البحث دراسة بعض عناصر السبك النصي البارزة في رسائل زايد الكبير من حيث البنية والوظيفة النصية، وتتمثّل تلك العناصر بالسبك المعجمي، والتكرار، والمصاحبة المعجمية، والسيك النحوي، والإحالة، والمشكلة التي يعالجها هي البحث في نصية هذه العناصر، وأثرها في تحقيق تماسكه، خدمة لمقولة النص الكبرى، وتأتي أهمية البحث من محاولته رصد مكونات النصية التي تضمنتها تلك الرسائل وأثرها في تحقيق تماسك النص، وبناء على ذلك فقد اعتمد البحث منهجاً لسانياً يستفيد من طروحات لسانيات النص التي تطرح شروطاً لتحقق النصية، وتنطلق من أنّ الخطاب/ النص وحدة لغوية مؤلَّفَة من أكثر من جملَة، شريطَةَ أن يَكونَ بين الجمل والكلمات والعبارات وجميع وحَدات النص: تماسُكٌ لغويّ نحويّ تركيبيّ، وانسجامٌ دلالي فكري منطقي، ووظيفة تواصليّة. فإن غابَ التماسُك والانسجام والوظيفَة التواصلية أو المقاصد تفكك النص. ومن هنا فإنّ أهمّ ما يراهن عليه هذا البحث هو التعريف بشروط قيام النص ثم الانتقال من النظريات النصية إلى دراسة نص عربيٍّ هو نص رسائل زايد الأول، وتطبيق الأدوات التحليلية عليْه، ولعل من أبرز النتائج التي توصل إليها البحث أنّ رسائل زايد الأول قدمت صورة عن طرق صياغة المكاتبات الرسمية التي كانت سائدة في عصره (بدايات القرن العشرين)، وهي صورة تقوم على تصميم مُحدّد في بناء النص الرسائلي، وكان من مقتضيات ذلك بروز التكرار والتشابه في افتتاحيات الرسائل وخواتيمها.