التّناص في شعر معين بسيسو

الملخص

يعدّ التّناص أحد الأنساق البنائية المهمة في القصيدة العربية الحديثة، لأثره البالغ في التشكيل الجمالي للخطاب الشعري. يشتمل البحث على تبيان أمثلة من أنواع التّناص التي وظّفها معين بسيسو في أعماله الشعرية، وهي: الديني والأسطوري والأدبي والتاريخي والشعبي، ويهدف البحث إلى تحليلها بوصفها نسيجاً لغوياً يجلو التجربة الشعرية في أبعادها الذاتية والقومية والإنسانية، وينتج الدلالات الكامنة تحت سطح اللغة والأسلوب والصورة...إلخ.

تنبع أهمية البحث إذن من اعتماده على المنهج التحليلي، بهدف دراسة النصوص الشعرية دراسة رأسية لا تكتفي بتحديد النصوص المستدعاة التي تحيل إليها القصائد الشعرية بشكل جليّ أو ضمني، بل تجاوز الباحث ذلك إلى استكشاف مصدر النص الشعري ووجوده وتفرُّده، وكيف تبدَّت من خلاله عناصره الداخلية وتفاعلاته الإبداعية، وأنساقه اللغوية بعامة، وصولاً إلى إنتاج الدلالات. 

بناء على ما سبق، توصل الباحث إلى نتائج عدّة منها: أنّ الشاعر كان أحد الشعراء الفلسطينيين القابضين على جمر الثورة والخلاص الإنساني، الساعين إلى التعبير عن الواقع الذي تعيشه الأمة ومشاركتها في همومها وقضاياها القومية، وكذلك التعبير عن مأساة الشعب الفلسطيني وقضيته الإنسانية العادلة وتحرره من الاحتلال، فضلاً عن انتقاد معايب عصر التزييف والسقوط وتزوير الحقائق بشعر أُطلق عليه "شعر الحقيقة"، وقد توسّل الشاعر في سبيل ذلك بأساليب لغوية وجمالية عدّة.